تسمع الكثير من السيدات عن الأورام الليفية، ولكن عندما يكون الحمل في الصورة، يبدأ القلق: هل الورم الليفي يسبب الإجهاض؟ الحقيقة أن الأورام الليفية أورام حميدة تنمو داخل تجويف الرحم أو حوله، لكنها قد تؤثر على الحمل في بعض الحالات، خاصةً إذا كانت كبيرة الحجم أو موجودة داخل بطانة الرحم.
بعض النساء المصابات بها قد يعانين من نزيف شديد، ألم في البطن، أو مضاعفات تؤثر على قدرة الجنين على النمو بشكل طبيعي. في هذا المقال، سنتعرف على تأثير الأورام الليفية على الحمل، وهل الاورام الليفية تسبب الاجهاض؟

هل الأورام الليفية تسبب الإجهاض؟
نعم، الأورام الليفية قد تسبب الإجهاض في بعض الحالات، خاصةً عندما تكون كبيرة الحجم أو موجودة داخل البطانة الداخلية للرحم. يؤثر ذلك على نمو الجنين، ويزيد من احتمالية النزيف الشديد، ضعف المشيمة، وانسداد أنابيب فالوب.
بعض النساء يعانين من مضاعفات خطيرة أثناء الحمل، مثل فقدان الجنين المبكر أو تأخر النمو داخل الرحم. ومع ذلك، أغلب الأورام الليفية حميدة، ولا تؤدي دائمًا إلى الإجهاض، لكن من المهم متابعة الحالة مع الطبيب لتجنب المخاطر المحتملة.
أعراض الحمل مع وجود ورم ليفي
في بعض الأحيان، قد لا تشعر المرأة بأي أعراض، لكن إذا كنتِ حاملًا وتعانين من الأورام الليفية، فقد تظهر لديكِ بعض الأعراض، مثل:
- تشنجات شديدة: خاصةً خلال الثلث الأول من الحمل.
- الشعور بكتلة في البطن: بسبب نمو الأورام الليفية بشكل كبير.
- ألم في البطن: خاصةً إذا كان الورم الليفي كبيرًا أو ينمو داخل الرحم.
- نزيف غير طبيعي أثناء الحمل: وهذا قد يكون مؤشرًا على زيادة خطر الإجهاض المبكر.
- زيادة آلام الحيض: حيث أن الأورام الليفية قد تسبب ضغطًا على بطانة الرحم، مما يؤدي إلى نزيف شديد أثناء الحمل.
عادةً ما تكون هذه الأعراض أكثر وضوحًا لدى النساء اللواتي يعانين من أورام ليفية كبيرة الحجم أو متعددة داخل الرحم.
الحمل مع وجود ورم ليفي كبير
في بعض الحالات الخطيرة، قد تؤثر الأورام الليفية الكبيرة على الحمل بطرق مختلفة، ومنها:
- ضغط على الجنين والمشيمة: حيث يمكن أن تتسبب الأورام الليفية في تقليل تدفق الدم إلى المشيمة، مما قد يؤدي إلى ضعف نمو الجنين.
- زيادة احتمالية الولادة المبكرة: إذ قد تؤدي الأورام الليفية إلى تحفيز الرحم على التقلص قبل موعد الولادة الطبيعي.
- مضاعفات أثناء الولادة: مثل صعوبة الولادة الطبيعية، مما يجعل الحاجة إلى الولادة القيصرية أكثر احتمالًا.
- انفصال المشيمة المبكر: وهي حالة خطيرة قد تؤدي إلى نزيف شديد وفقدان الجنين.
لحسن الحظ، يمكن التحكم في بعض هذه المخاطر من خلال المتابعة الدقيقة مع دكتور متخصص في علاج الأورام الليفية.
هل الورم الليفي يسبب تشوهات للجنين؟
الخبر السار هو أن الأورام الليفية لا تسبب تشوهات خلقية مباشرة للجنين، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تؤثر على بيئة الرحم، مما يزيد من احتمالية بعض المشاكل مثل:
- تأخر نمو الجنين داخل الرحم: بسبب ضعف تدفق الدم الناتج عن ضغط الورم الليفي.
- تغير في وضع الجنين: حيث قد تمنع الأورام الليفية استدارة الجنين داخل الرحم، مما يؤدي إلى ولادة بوضعية غير طبيعية.
- زيادة خطر انسداد أنابيب فالوب: مما قد يؤثر على فرص الإنجاب مستقبلاً.
لكن لا داعي للذعر، ففي أغلب الحالات، يمكن التحكم في تأثير الورم الليفي من خلال العلاج المناسب والمتابعة الطبية المنتظمة.
كيف يمكن تقليل مخاطر الأورام الليفية أثناء الحمل؟
إذا كنتِ تعانين من الأورام الليفية الرحمية وترغبين في الحمل، إليكِ بعض النصائح:
- متابعة الحمل بانتظام للكشف عن أي مضاعفات مبكرًا.
- اتباع نظام غذائي صحي يساعد في تحسين صحة الرحم وتقليل خطر المضاعفات.
- ممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام لتحسين تدفق الدم وتقليل الضغط على الرحم.
- استشارة طبيب متخصص في علاج الأورام الليفية قبل الحمل لتقييم حالتكِ ومدى تأثير الأورام على الرحم.
- إذا كانت الأورام الليفية كبيرة ومؤثرة، قد يكون العلاج ضروريًا قبل الحمل، سواء من خلال استئصال الأورام الليفية أو العلاج بالأشعة التداخلية.
هل يمكن الحمل بعد استئصال الأورام الليفية؟
نعم، يمكن الحمل بعد استئصال الأورام الليفية، خاصةً إذا كان الإجراء طبيًا ناجحًا وتمت إزالة الأورام دون إحداث ضرر كبير للرحم. في بعض الحالات، قد تحتاج المرأة إلى الانتظار عدة أشهر بعد الجراحة للسماح للرحم بالشفاء تمامًا.
وأخيرا، هل الأورام الليفية تسبب الإجهاض؟ الجواب يعتمد على حجم الأورام وموقعها في تجويف الرحم. الأورام الصغيرة قد لا تؤثر على الحمل، لكن الأورام الكبيرة أو التي تنمو داخل بطانة الرحم قد تزيد من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.
لذا، إذا كنتِ تعانين من الأورام الليفية وترغبين في الحمل، فمن الأفضل استشارة طبيب متخصص لاتخاذ القرار الصحيح والحفاظ على صحتكِ وصحة الجنين.
إذا كنتِ قلقة بشأن تأثير الأورام الليفية على حملكِ، فلا تترددي في حجز استشارة مع د. سمير عبد الغفار، استشاري الأشعة التداخلية، للحصول على التوجيه المناسب لحالتكِ.