سرطان الرحم من أكثر السرطانات شيوعًا بين النساء، ويبدأ غالبًا في بطانة الرحم أو عنق الرحم. قد لا تشعر المرأة بأعراضه في البداية، لكن النزيف المهبلي غير الطبيعي هو علامة تحذيرية لا يجب تجاهلها.
مع التقدم الطبي، زادت نسبة الشفاء، خاصة عند اكتشاف المرض في مراحله المبكرة. فكيف يحدث هذا السرطان؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟

ما هو سرطان الرحم؟
سرطان الرحم هو نوع من الأورام الخبيثة التي تصيب الرحم، العضو المجوف الذي ينمو فيه الجنين أثناء الحمل. ينشأ السرطان بسبب التغيرات غير الطبيعية في خلايا الرحم، ما يؤدي إلى تكاثرها بشكل غير منضبط. هناك نوعان رئيسيان من هذا السرطان:
- سرطان بطانة الرحم: وهو الأكثر شيوعًا، حيث يبدأ في طبقة البطانة الداخلية للرحم.
- سرطان عنق الرحم: وهو النوع الذي يصيب الجزء السفلي من الرحم (عنق الرحم) ويتطور نتيجة عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
أعراض سرطان الرحم المتقدم
مع تطور سرطان الرحم، قد تظهر أعراض أكثر وضوحًا، تشمل:
- فقدان الوزن غير المبرر.
- ألم شديد في منطقة الحوض أو أسفل البطن.
- نزيف مهبلي غير طبيعي، خاصة بعد انقطاع الطمث.
- صعوبة أو ألم أثناء التبول أو التبرز بسبب انتشار الورم.
- إفرازات مهبلية غير طبيعية، قد تكون دموية أو كريهة الرائحة.
أعراض سرطان عنق الرحم
بما أن سرطان عنق الرحم يتطور ببطء، فقد لا تظهر الأعراض في المراحل المبكرة، ولكن مع تقدم المرض، قد تعاني المرأة من:
- ألم أثناء العلاقة الجنسية.
- زيادة في الإفرازات المهبلية.
- آلام مستمرة في الحوض أو أسفل الظهر.
- نزيف مهبلي بعد الجماع أو بين فترات الدورة الشهرية.
أسباب سرطان الرحم
لا يوجد سبب واحد مباشر للإصابة بسرطان الرحم، ولكن هناك عدة عوامل تزيد من خطر حدوثه، منها:
- السن المتقدمة: معظم الحالات يتم تشخيصها بعد سن اليأس.
- التاريخ العائلي: وجود تاريخ وراثي للإصابة يزيد من خطر حدوث المرض.
- أمراض مزمنة: مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم قد تكون عوامل مساعدة.
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV): وهو السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم.
- زيادة الوزن: السمنة ترفع من نسبة هرمون الإستروجين، ما يزيد من احتمال الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
- العلاج بالهرمونات البديلة: استخدام الإستروجين بدون البروجسترون قد يؤدي إلى نمو غير طبيعي في بطانة الرحم.
طرق علاج سرطان الرحم
يعتمد علاج سرطان الرحم على مرحلة المرض ونوعه، وتشمل العلاجات المتاحة:
1.استئصال الرحم (Hysterectomy): هو العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان بطانة الرحم، وأحيانًا يشمل استئصال المبيضين وقناتي فالوب.
2. العلاج الإشعاعي: يستخدم لتدمير الخلايا السرطانية، خاصة بعد الجراحة للتأكد من القضاء على أي خلايا متبقية.
3. العلاج الكيميائي: يُستخدم في الحالات المتقدمة أو عند انتشار السرطان خارج الرحم.
4. العلاج المناعي: يستهدف الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية بشكل فعال.5. العلاج الهرموني: يساعد في إبطاء نمو سرطان بطانة الرحم لدى النساء المصابات بمراحل متقدمة من المرض.
نسبة الشفاء من سرطان الرحم
تعتمد نسبة الشفاء على مرحلة اكتشاف المرض ومدى انتشاره. عند التشخيص المبكر، تكون نسبة الشفاء مرتفعة:
- سرطان عنق الرحم يمكن الوقاية منه من خلال التلقيح ضد فيروس HPV والكشف المبكر، مما يرفع نسبة الشفاء إلى أكثر من 80%.
- سرطان بطانة الرحم المكتشف في مرحلة مبكرة تصل نسبة الشفاء منه إلى 90% بعد العلاج.
- في المراحل المتقدمة، قد تنخفض النسبة إلى 30-50% حسب انتشار الورم.
الأسئلة الشائعة
كيف اكتشفتِ سرطان الرحم؟
عادةً ما يتم اكتشاف سرطان الرحم عند ملاحظة التغيرات الشائعة مثل النزف الدموي غير الطبيعي، خاصة بعد انقطاع الطمث. قد تلاحظ السيدة آلامًا أسفل البطن أو الحوض، أو إفرازات مهبلية كريهة. عند الشك، يقوم الطبيب بإجراء الفحص الإشعاعي وتحليل خلايا الرحم (cells) للكشف عن الخلايا السرطانية.
ما هي أعراض سرطان الرحم المبكرة؟
تشمل الأعراض المبكرة:
- فقدان وزن غير المبرر.
- إفرازات مهبلية غير طبيعية.
- نزيف مهبلي غير طبيعي، خاصة بعد انقطاع الطمث.
تحدث هذه الأعراض نتيجة النمو غير الطبيعي للخلايا في الطبقة الداخلية (endometrial) للرحم، وقد تزداد حدتها مع تقدم المرض.
هل سرطان الرحم مميت؟
ليس دائمًا، إذ يعتمد ذلك على مرحلة الكشف عنه. في المرحلة المبكرة، يكون نسبة الشفاء مرتفعة، خاصة مع الجراحة (hysterectomy – remove) أو العلاج الإشعاعي. لكن في المراحل المتقدمة، قد يصبح المرض أكثر خطورة بسبب انتشاره إلى الرئة أو المستقيم أو القولون. لذا، التلقيح ضد الفيروسات المسببة، والفحوصات الدورية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة.
وأخيرا، سرطان الرحم، سواء كان في بطانة الرحم أو عنقه، من الأمراض التي يمكن علاجها بنجاح إذا تم اكتشافها مبكرًا. الفحص الدوري، مثل مسحة عنق الرحم، وأخذ لقاح HPV يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة. إن التوعية حول أعراض سرطان الرحم وأسبابه تلعب دورًا كبيرًا في الوقاية وتحقيق أعلى نسب للشفاء.
لذا، لا تترددي في مراجعة الطبيب إذا لاحظتِ أي أعراض غير طبيعية.