تُعدّ الأورام الليفية الرحمية من أكثر الأمراض النسائية شيوعًا، حيث تُصيب ما يقرب من 25% من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 و 45 عامًا، و 50% من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 45 و 55 عامًا، وفقًا لتقرير المعاهد الوطنية للصحة (NIH).
وتتميز هذه الأورام بنموها غير السرطاني داخل جدار الرحم، وقد تختلف في الحجم والشكل والموقع.
يُثير وجود الأورام الليفية في الرحم العديد من التساؤلات لدى النساء، خاصةً فيما يتعلق بقدرتهن على الإنجاب. ونظرًا لانتشار هذه الحالة، هذه المقالة للإجابة على: هل تليف الرحم يمنع الحمل؟
هل تليف الرحم يمنع الحمل؟
قبل أن نتناول الحديث عن اورام الرحم والتليف، سنجيب أولا على السؤال. لا يُمنع تليف الرحم الحمل بشكل قاطع، لكنّه قد يُؤثّر على فرص الحمل بطرق مختلفة:
- أنواع الأورام الليفية: تُؤثّر بعض الأنواع، مثل الأورام الليفية تحت المخاطية، بشكل مباشر على بطانة الرحم، ممّا قد يُعيق عملية التصاق الجنين. لا تُؤثّر أنواع أخرى، مثل الأورام الليفية الغنية بالعضلات، على الخصوبة.
- حجم وموقع الأورام: تُؤثّر الأورام الكبيرة أو الموجودة في أماكن معينة، مثل قناة فالوب، على قدرة الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة.
- عوامل أخرى:تُؤثّر صحة المرأة العامة، وعمرها، ووجود أمراض أخرى، على قدرتها على الحمل بغض النظر عن تليف الرحم.
لذلك، يُنصح بالاستشارة الطبية لتقييم الحالة الفردية لكل امرأة وتحديد تأثير تليف الرحم على خصوبتها. مع العلاج المناسب، يمكن لمعظم النساء المصابات بتليف الرحم الحمل والإنجاب بنجاح.
ما هي الأورام الليفية وكيف تؤثر على الحمل؟
تليف الرحم هو وضع صحي ينشأ عندما تتكوّن أورام ليفية بنيوية في الطبقة العضلية أو المخاطية للرحم، وعادةً ما تظهر هذه الأورام في فترة الإنجاب، مما قد يسبب مشاكل في الحمل والإجهاض. تلك الأورام، التي تُعرف أيضًا بأنها غير سرطانية، يمكن أن تكون صغيرة كحبة العدس أو كبيرة كحجم البطيخة. في هذا المقال، سنستعرض أفضل الطرق المستخدمة لعلاج الأورام الليفية الرحمية، وذلك بهدف تحسين قدرة المرأة على الاستمرارية الطبيعية لحياتها دون التأثير الشديد بتلك الأورام.
أعراض الأورام الليفية
الأعراض قد تختلف بشكل كبير بين النساء، وقد لا تظهر أي أعراض على الإطلاق. ومع ذلك، الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:
- النزيف الغزير أثناء الدورة الشهرية: قد يكون مصحوبًا بنزيف يستمر لأكثر من أسبوع.
- الألم في الحوض: يحدث غالبًا بسبب الضغط الذي تسببه الأورام على الأعضاء المجاورة.
- تكرار الحاجة للتبول: نتيجة لضغط الورم على المثانة.
- الشعور بالامتلاء أو الثقل في أسفل البطن.
أسباب تكوّن الأورام الليفية:
على الرغم من أن السبب الدقيق للأورام الليفية غير معروف، إلا أن العوامل الهرمونية تلعب دورًا كبيرًا. الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون، التي تساعد في تجديد بطانة الرحم خلال دورة الحيض، يمكن أن تعزز نمو الأورام الليفية.
هل يمكن الحمل مع وجود تليف في الرحم؟
الأورام الليفية يمكن أن تؤثر على الحمل بعدة طرق:
- صعوبة في الحمل: تليف الرحم يمكن أن يعيق الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة أو يعيق انغراس البويضة المخصبة في الرحم.
- الإجهاض والولادة المبكرة: يمكن للأورام الليفية أن تزيد من خطر حدوث الإجهاض والولادة المبكرة بسبب تغيرات في شكل الرحم أو تقليل المساحة المتاحة لنمو الجنين.
- مشاكل في وضع الجنين: قد تتسبب الأورام الليفية في مشاكل في وضعية الجنين، مما يؤدي إلى ولادة قيصرية.
طرق علاج تليف الرحم
1. العلاجات الدوائية:
أولى خطوات العلاج تتمثل في استخدام موانع الحمل الهرمونية التي تشمل تناول حبوب منع الحمل الفموية التي تحتوي على الإستروجين والبروجستين. هذه الأدوية تقلل من نزيف الرحم وتساعد في تقليص حجم الأورام. وبناءً على الحاجة، قد يصف الدكتور أدوية ومسكنات للحد من الشعور بالألم الناتج عن الأورام.
2. الإجراءات الطبية غير الجراحية:
- العلاج بالتصليب: يُستخدم لتقليل حجم الأورام الليفية عن طريق حقن مادة كيميائية تقلل الدم الواصل للورم.
- قسطرة الرحم: تتضمن هذه الطريقة استخدام قسطرة لتقليل تدفق الدم إلى الأورام، مما يساهم في تقلص حجمها.
3. العلاجات الجراحية:
في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، أو عند وجود أعراض شديدة كتأثير الاورام على وظائف أُخرى كالمثانة والأمعاء، قد تكون بعملية جراحية ضرورية. الجراحة مثل استئصال الرحم (للنساء اللاتي لا يرغبن في الحمل مستقبلاً) أو استئصال الأورام الليفية فقط، يمكن أن تكون خيارات مطروحة. وهذا يعتمد على موقع الورم وحجمه.
4. التدخلات الطبيعية وتغيير نظام الحياة:
كثير من النساء يلجأن إلى علاجات بديلة وطبيعية لإدارة أعراض الأورام الليفية، مثل الأعشاب والمكملات الغذائية التي قد تساهم في التوازن الهرموني وتخفيف الأعراض. تعد الأساليب البديلة مثل الوخز بالإبر والعلاج باليوغا وسائل تساعد في تقليل التوتر وتحسين تدفق الدم، وبالتالي تخفيف الأعراض المرتبطة بالأورام الليفية.
ختام: توجد العديد من الخيارات العلاجية للأورام الليفية التي يمكن أن تساعد النساء على التحكم في الأعراض وتحسين نوعية الحياة. من المهم استشارة الطبيب لتحديد العلاج الأمثل بناءً على حالتك الخاصة وأهدافك الصحية والإنجابية.
اعرفي الفرق بين تليف الرحم والورم الليفي الآن
هل يحدث الحمل مع وجود ألياف في الرحم؟
على الرغم من أن الكثير من النساء مع وجود الألياف أو التليف بالرحم قد يتمكن من الحمل، إلا أن الأورام الليفية قد تزيد من مخاطر مشاكل الخصوبة والإجهاض. الأورام الموجودة داخل تجويف الرحم أو تلك التي تغير من شكل الرحم قد تؤثر على انغراس الجنين ونموه.
هناك حالات مُسجلة لنساء حملن بنجاح على الرغم من وجود أورام ليفية. العلاج المناسب والمتابعة المستمرة مع الطبيب يمكن أن يساهم في تحقيق حمل ناجح. العلاجات مثل استخدام الأدوية الهرمونية أو مسكنات الألم قد تُستخدم للحد من أعراض التليف مثل النزيف الشديد والألم أثناء الدورة الشهرية.
هل تليف الرحم يؤثر على الدورة الشهرية؟
نعم، يمكن أن يؤثر تليف الرحم على الدورة الشهرية بعدة طرق:
1. زيادة كمية النزيف: تنمو الأورام الليفية داخل جدار الرحم، ممّا قد يُؤدّي إلى زيادة سمك بطانة الرحم. قد يؤدي ذلك إلى زيادة كمية الدم التي يتمّ فقدانها أثناء الدورة الشهرية، ممّا قد يُسبب نزيفًا حادًا أو مطولًا.
2. اضطرابات في مدة الدورة الشهرية: قد تُؤثّر بعض أنواع الأورام الليفية على تدفق الدم إلى بطانة الرحم، ممّا قد يُؤدّي إلى تقصير أو إطالة مدة الدورة الشهرية.
3. آلام الدورة الشهرية: قد تُسبّب بعض أنواع الأورام الليفية ألمًا شديدًا أثناء الدورة الشهرية، ممّا يُعرف بـ “عسر الطمث”.
4. نزيف غير منتظم: قد تُسبّب بعض أنواع الأورام الليفية نزيفًا بين فترات الدورة الشهرية.
أين تنمو الأورام الليفية الرحمية؟
تنمو الأورام الليفية الرحمية داخل جدار الرحم العضلي. وتتميز هذه الأورام بنموها غير السرطاني، وقد تختلف في الحجم والشكل والموقع.
تشمل أنواع الأورام الليفية الرحمية حسب موقعها:
- الأورام الليفية تحت المخاطية: تنمو داخل بطانة الرحم.
- الأورام الليفية الجدارية: تنمو داخل جدار الرحم العضلي.
- الأورام الليفية تحت السروزية: تنمو على السطح الخارجي للرحم.
هل تتحول الأورام الليفية الرحمية إلى سرطان؟
لا، لا تتحول الأورام الليفية الرحمية إلى سرطان في العادة.
تُعدّ الأورام الليفية من الأورام الحميدة، ممّا يعني أنها لا تنمو أو تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ومع ذلك، هناك نوع نادر من الأورام الليفية يُعرف باسم “الساركومة الليفية الرحمية”.
- تُعدّ هذه الأورام سرطانية، لكنها نادرة جدًا وتُشكل أقل من 1٪ من جميع حالات الأورام الليفية.
عوامل الخطر للإصابة بالساركومة الليفية الرحمية:
- العمر: تزداد احتمالية الإصابة بالساركومة الليفية الرحمية مع تقدم العمر.
- الحجم: تكون الأورام الليفية الكبيرة أكثر عرضة للتحول إلى ساركومة ليفية رحمية.
- النمو السريع: قد تكون الأورام الليفية التي تنمو بسرعة أكثر عرضة للتحول إلى ساركومة ليفية رحمية.
- السمنة: تزداد احتمالية الإصابة بالساركومة الليفية الرحمية لدى النساء السمينات.
الخلاصة أن الياف أو تليف والأورام لا تمنع الولادة والحمل بشكل قاطع ولكنها قد تؤثر على فرص الحمل بطرق مختلفة، يعتمد تأثير تليف الرحم على الخصوبة على نوع الورم وموقعه وحجمه، بالإضافة إلى صحة المرأة وعمرها وعوامل أخرى.
وهناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة للتخلص من تليف الرحم والأورام الليفية، والتي تهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين فرص الإنجاب. مثل قسطرة الرحم التي يقوم بها الدكتور سمير عبد الغفار، فمع العلاج المناسب، يمكن لمعظم النساء المصابات بتليف الرحم الحمل والإنجاب بنجاح.