الياف الرحم هل هي خطيرة؟ ربما تشعرين بالقلق حين تسمعين عبارة الأورام الليفية! لستِ وحدك، فأورام الرحم الحميدة (uterine fibroids) تنمو عادةً في جدار الرحم أو بطانته، وقد تؤدي إلى نزيف أو آلام الحوض خلال الدورة الشهرية. لكنها ليست دائمًا خطيرة أو سرطانية. فما التفاصيل الكاملة عن هذه الألياف؟
الياف الرحم هل هي خطيرة؟
الأورام الليفية التي تُعرَف أيضًا باسم uterine fibroids ليست في معظمها أورامًا سرطانية. ومع أنّ الورم الليفي قد يُسمّى “ورمًا”، فهو في الواقع عبارة عن نموات حميدة تنشأ داخل الرحم أو على جدار الرحم أو في بطانة الرحم، وأحيانًا خارج حدود الرحم في منطقة الحوض. تتكون هذه الألياف من خلايا العضلات الملساء والخلايا الليفيّة (الأنسجة الضامة)، وبالتالي فهي تُسمّى أحيانًا العضلية الملساء أو أورام الرحم الليفية الحميدة.
لا تُعَدّ ألياف الرحم خطيرة بالمعنى الذي يجعلنا نشبّهها بالأورام السرطانية الخبيثة، إذ إنها في معظم الحالات لا تتحوّل إلى سرطان الرحم أو عنق الرحم. وعادةً ما تكون احتمالية التحوّل السرطاني طفيفة للغاية ولا تتعدى 1% في بعض التقديرات. لكن في المقابل، قد تتسبب هذه الألياف في مضاعفات وأعراض تؤثر على صحة المرأة وحياتها اليومية، وبخاصة إذا زاد حجمها أو تكررت الإصابة بها بشكل متسارع.
هل يمكن أن تتحوّل إلى ورم سرطاني؟
رغم أن ألياف الرحم حميدة وليست سرطانية، فإنها قد تسبّب مشاكل صحيّة كثيرة لدى بعض النساء، مثل:
- مشاكل في الخصوبة أو الإنجاب.
- النزيف الرحمي الغزير أو غير المعتاد.
- الألم أو الشعور بضغط في منطقة الحوض.
- ألم أسفل البطن قد يترافق مع الدورة الشهرية.
ولكن ينبغي التأكيد على أنّها في طبيعتها ليست خبيثة ولا تتحول بسهولة إلى ورم سرطاني خطير.
كيف تنشأ الألياف الرحمية وما أسبابها؟
ألياف الرحم هي أورام رحميّة حميدة تنمو نتيجة خلل في انقسام الخلايا العضلية والأنسجة الضامة داخل الرحم. عادةً، تكتسب الخلايا الليفية قوة إضافية بتحفيز من هرمونات الأنوثة؛ إذ يزيد هرمون الإستروجين من نمو هذه الأنسجة. لذلك، تنتشر الألياف بشكل أكبر لدى السيدات في سن الإنجاب، وتقل نسبة ظهورها بعد بلوغ سن اليأس بانخفاض مستويات الهرمونات.
كثيرًا ما يُشار إليها باسم العضلية الملساء بسبب طبيعة الخلايا المكوِّنة لها، فهي خلايا عضلية رحميّة أملس. ومع أن تليف الرحم يعد من أكثر أمراض الجهاز التناسلي شيوعًا، فإنه لا يزال يرتبط بعوامل وراثية لدى بعض النساء، ما يرفع احتمالية حدوثها. كما قد يؤدي تناول بعض الأطعمة الغنية بالدهون أو وجود حالات أخرى من اضطرابات الهرمونات إلى زيادة خطر الإصابة.
الأعراض والمضاعفات المرتبطة بألياف الرحم
تشمل أعراض ألياف الرحم (أو الأورام الرحمية الليفية) عددًا من العلامات التي قد تظهر بشكل متقطع أو مستمر. ينبغي التوضيح أنّ كثيرًا من السيدات تُعاني أحيانًا من وجود ألياف دون ظهور أعراض واضحة، خصوصًا إذا كانت هذه الالياف صغيرة الحجم. ومع ذلك، هناك بعض الأعراض الشائعة:
- النزيف الرحمي: قد تؤدي أورام الرحم الليفية إلى نزيف شديد أثناء الدورة الشهرية أو نزيف بين الدورات، مما قد يسبب فقر الدم.
- ألم الحوض أو أسفل البطن: يشعر بعض النساء بألم في منطقة الحوض، والذي يمكن أن يمتد أحيانًا إلى الظهر.
- زيادة وتيرة التبول: عندما تنمو الألياف باتجاه المثانة، قد تضغط عليها وتؤدي إلى تكرار الحاجة للتبول.
- مشاكل الخصوبة: في حالات معينة، قد تؤثر أورام الرحم في تجويف الرحم أو تؤدي إلى تشوهات داخلية، مما يحدّ من فرص حدوث حمل ناجح أو قد يرفع احتمالية الإجهاض.
- الشعور بالامتلاء أو الكتل في البطن: إذا أصبح حجم الورم الليفي كبيرًا، فقد يؤدي إلى زيادة ملحوظة في حجم البطن.
هل هناك مضاعفات أخرى؟
نعم، فقد تترافق الألياف مع مضاعفات صحية عندما يُهمل علاجها أو مراقبتها، خاصةً إذا ازدادت حجمها أو تسببت في نزيف شديد أو آلام شديدة. وقد تؤدي المضاعفات أحيانًا إلى ضرورة استئصال الورم جراحيًا، أو حتى استئصال الرحم نفسه في الحالات المستعصية. بالطبع، ليس كل ورم ليفي يؤدي إلى هذه النتائج؛ إذ تعتمد المضاعفات على موقع الأورام الليفية، وعددها، وحجمها، وكذلك على صحة المرأة العامة.
كيف يتم تشخيص وعلاج ألياف الرحم؟
يتم تشخيص الألياف الرحمية عادةً بالفحص السريري عند الطبيب المختص، أو عبر استخدام الموجات فوق الصوتية (السونار) لرؤية الأورام داخل الرحم أو بطانته أو خارج جدار الرحم. وقد تُستخدَم أحيانًا أشعة الرنين المغناطيسي لتحديد موقع الورم بدقة، والتعرّف على علاقة الألياف بالأعضاء المجاورة.
طرق العلاج الشائعة
- الملاحظة والمتابعة: في حال كانت الأعراض طفيفة ولا تؤثر على حياة المرأة، قد يُفضِّل الطبيب تأجيل أي إجراء، مع مراعاة المتابعة الدورية لمراقبة حجم الورم.
- العلاجات الدوائية: تُستخدَم بعض الأدوية لتقليل الأعراض أو إبطاء نمو الألياف عن طريق التحكم بالهرمونات. إلا أنّ هذه الأدوية قد تكون حلولًا مؤقتة.
- الجراحة (استئصال الألياف أو الرحم): تُعَدّ الجراحة حلًا نهائيًا للبعض، وقد تُجرى بغرض إزالة الورم الليفي (myomectomy) أو استئصال الرحم في الحالات الحادة. إلا أنّ الجراحة تحمل خطر المضاعفات وتحتاج فترة نقاهة قد تكون طويلة.
- قسطرة الرحم (الأشعة التداخلية): هذا الإجراء يُعتبر من أحدث التطوّرات الطبية، حيث يتم إدخال قسطرة رفيعة عبر شريان الفخذ أو شريان المعصم حتى تصل إلى الشرايين المغذية لتلك الألياف. يتم حقن مواد تمنع وصول الدم إلى الورم الليفي، وبذلك يضمحلّ حجم الورم تدريجيًا، ويزول العديد من الأعراض والمشكلات المصاحبة له دون الحاجة لجراحة كبيرة.
قسطرة الرحم مع د. سمير عبد الغفار: الإجراء والمزايا
بسبب التطورات الكبيرة في مجال الأشعة التداخلية، ظهرت قسطرة الرحم كخيار فعّال وآمن لعلاج ألياف الرحم. ويعدّ د. سمير عبد الغفار استشاري الأشعة التداخلية من أبرز المختصين في هذا المجال. بفضل هذا الإجراء، يمكن التعامل مع الأورام الليفية بشكل مباشر من خلال سد الشرايين المسؤولة عن إمداد الدم للأورام، وذلك دون التسبب في تلف باقي الأنسجة السليمة بالرحم.
لماذا يُعتبر هذا الإجراء خيارًا مميزًا؟
- الحفاظ على الرحم: بدلًا من استئصال الرحم أو جزء منه، يتم التركيز على الورم ذاته.
- تجنب المضاعفات الكبرى: إن نسبة خطورة هذه العملية أقل بكثير من الجراحة التقليدية، حيث لا يتم فتح البطن.
- وقت شفاء أقصر: على عكس العمليات الجراحية التي تتطلب أسابيع من النقاهة، يمكن لمعظم المريضات مغادرة المستشفى بعد وقت قصير والعودة للحياة الطبيعية بسرعة نسبيًا.
- التحكم في الأعراض: يساعد انسداد الشرايين المغذية لتلك الألياف على الحد من النزيف الرحمي الغزير، وتقليل آلام الحوض، والسيطرة على الأعراض الأخرى مثل الضغط على المثانة.
ما هي خطوات قسطرة الرحم؟
- التحضير والتخدير الموضعي: يتم عادةً إعطاء المريضة تخديرًا موضعيًا في منطقة الفخذ أو المعصم، ولا حاجة للتخدير العام إلا في حالات خاصة.
- إدخال القسطرة: تُدخل قسطرة دقيقة للغاية في الشريان، ويتم توجيهها تحت الأشعة التداخلية حتى تصل إلى شرايين الرحم المغذية للأورام الليفية.
- حقن المواد المخصّصة: يتم حقن حبيبات صغيرة تغلق هذه الشرايين، مما يؤدي لقطع إمداد الدم عن الورم الليفي.
- انكماش الورم: يبدأ الورم الليفي بفقدان تغذيته الدموية تدريجيًا حتى يتقلص حجمه وتقل الأعراض.
الإجابة على الأسئلة الشائعة
هل يمكن الشفاء من ألياف الرحم؟
نعم، يمكن الشفاء أو السيطرة على ألياف الرحم باستخدام علاجات متنوعة مثل الأدوية أو الجراحة أو قسطرة الرحم. يعتمد الاختيار على حجم الورم الليفي وموقعه والأعراض المصاحبة.
هل يتحول تليف الرحم إلى سرطان؟
تندر جدًا حالات تحول تليف الرحم إلى سرطان (أقل من 1%)، فهو في الأصل ورم حميد لا يتحول عادةً إلى ورم خبيث.
هل تليف الرحم يسبب الوفاة؟
غالبًا لا يسبب الوفاة بحد ذاته، لكن قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا أهمل علاجه ونتج عنه نزيف حاد أو تأثيرات كبيرة على الأعضاء المجاورة.
هل الورم الليفي في الرحم يتحول إلى سرطان؟
نسبة تحوله إلى ورم خبيث ضئيلة جدًا ونادرة الحدوث، لذا يُعتبر ورمًا حميدًا في الأساس.
متى يكون الورم الليفي في الرحم خطير؟
عندما يكبر حجمه بدرجة تؤثر على الأعضاء المجاورة، أو يسبب نزيفًا رحميًا شديدًا وفقر دم أو يعيق الحمل والخصوبة.
متى تصبح ألياف الرحم خطيرة؟
تصبح خطيرة إذا أدت إلى ألم حاد مزمن، أو نزيف متكرر يؤدي إلى فقر الدم، أو تسببت في مشكلات إنجابية تستدعي التدخل العلاجي.
ما هي أضرار ألياف الرحم؟
تشمل النزيف الرحمي الغزير، آلام الحوض أو أسفل الظهر، مشكلات في الخصوبة والحمل، وضغطًا على المثانة أو الأمعاء عند كِبر حجمها.
ما هو سبب ظهور الألياف في الرحم؟
يرتبط ظهورها بالتغيرات الهرمونية (خاصة هرمون الإستروجين) والقابلية الوراثية. قد يزداد نموها في سنوات الإنجاب ويقل بعد انقطاع الطمث.
التواصل مع عيادة د. سمير عبد الغفار
للحصول على استشارة متخصصة أو حجز موعد لمناقشة حالتك، يمكنك التواصل عبر الأرقام التالية:
- لندن – المملكة المتحدة:
- رقم العيادة: 00442081442266
- رقم الواتساب: 00447377790644
- مصر:
- رقم حجز القاهرة: 00201000881336
- رقم الواتساب: 00201000881336
لا تدعي ألياف الرحم تشغل بالك أو تحد من حريتك في اختيار مسار حياتك الصحية والإنجابية. توجهي إلى الطبيب المختص لفحص حالتك والإجابة عن تساؤلاتك، واحرصي على انتقاء وسيلة العلاج الأمثل. وبفضل خبرة د. سمير عبد الغفار في مجال الأشعة التداخلية، بإمكانك إجراء قسطرة الرحم بأعلى معايير الأمان والفعالية، والوصول إلى مرحلة التعافي سريعًا دون مضاعفات خطيرة. صحتك هي محور اهتمامنا، والحلول أصبحت متاحة بطرق أسهل وأكثر أمانًا من أي وقت مضى.