هل الياف الرحم تمنع الحمل؟

    هل الياف الرحم تمنع الحمل
    • 0:1 دقيقة
    • 21 Dec 2024

    حينما يتعلق الأمر بصحة الرحم والإنجاب، تكثر التساؤلات حول ألياف الرحم وعلاقتها بحدوث الحمل. هل الياف الرحم تمنع الحمل؟ في هذا المقال سنستكشف كل ما تحتاجين معرفته حول تليف الرحم والحمل، ونقدّم لكِ أهم الحلول لإعطاء نفسك فرصة أكبر للحمل.

    هل الياف الرحم تمنع الحمل؟

    تُعتبر ألياف الرحم (أو الأورام الليفية) أورامًا حميدة تنمو داخل أو على جدار الرحم. تختلف حجمها وموقعها، وقد تكون صغيرة جدًّا أو كبيرة لدرجة تؤثر على تجويف الرحم نفسه. من المهم أن نعرف أنّ هذه الألياف قد تؤثر على خصوبة المرأة بعدة طرق:

    • تأثيرها على انغراس البويضة الملقحة: عندما ينمو الورم الليفي داخل تجويف الرحم، قد يُعيق انغراس البويضة المخصّبة في بطانة الرحم، وهذا يُقلّل من فرص حدوث الحمل الطبيعي.
    • انسداد قناة فالوب أو عنق الرحم: في بعض الحالات النادرة، قد تضغط ألياف الرحم كبيرة الحجم على قناة فالوب وتعيق وصول الحيوانات المنوية أو تعرقل حركة البويضة الملقحة، ما يُسبب تأخر الحمل أو عدم حدوثه.
    • تشوّه تجويف الرحم: إذا كانت الألياف الرحمية تنمو في تجويف الرحم أو تبرز داخله، فقد تُحدث تغيرات في شكل الرحم؛ مما يؤدي إلى صعوبة التخصيب وارتفاع مخاطر الإجهاض المبكر.

    ومع ذلك، ليس كل ورم ليفي يؤدي بالضرورة إلى منع الحمل. فهناك ألياف موجودة في جدار الرحم لا تؤثر على الخصوبة، خاصة إذا كان حجمها صغيرًا نسبيًا أو بعيدة عن مكان انغراس الجنين. لذا، التشخيص الصحيح مع طبيب متخصص هو المفتاح لتحديد ما إن كانت الألياف تؤثر فعلاً على فرص الحمل أم لا.

     أعراض الحمل مع وجود ورم ليفي

    قد يحدث الحمل بشكل طبيعي حتى مع وجود ورم ليفي. لكن في بعض الأحيان، تُسبب الألياف الرحميّة مجموعة من الأعراض للمرأة الحامل، تختلف شدّتها بحسب موقع الورم الليفي وحجمه:

    1. زيادة الشعور بالضغط والألم في الحوض: قد تؤدي الأورام الكبيرة إلى الضغط على المثانة أو المستقيم، مُحدثة ألمًا شديدًا أو شعورًا بعدم الارتياح.
    2. نزيف مهبلي خفيف أو مستمر: على الرغم من ندرة ذلك، إلا أنّ وجود ورم ليفي داخل تجويف الرحم قد يزيد احتمالية النزيف أثناء الحمل، مما يستدعي متابعة طبية دقيقة لتفادي مضاعفات خطيرة.
    3. الولادة المبكرة أو المضاعفات المرتبطة بالمشيمة: في بعض الحالات، يؤدي تليف الرحم إلى زيادة فرص الولادة المبكرة وارتفاع نسب الإجهاض أو عدم استقرار وضع الجنين.

    معظم السيدات اللواتي يعانين من أورام ليفية قابلة للعلاج يستطعن مواصلة الحمل بشكل طبيعي، خاصةً إذا تم تشخيص الورم مبكرًا ومتابعته من قبل استشاري مختص بالأورام الليفية والولادة. والفكرة هي الموازنة بين مخاطر الورم الليفي والحفاظ على سلامة الحمل من خلال فحوصات دورية وإرشادات طبية دقيقة.

    نسبة الحمل بعد استئصال الورم الليفي

    قد يتساءل البعض: هل يمكن حدوث حمل طبيعي بعد عملية استئصال الورم الليفي؟ الإجابة هي نعم، وتختلف نسبة الحمل بناءً على حجم الألياف وموقعها وأيضًا حالة الرحم العامة قبل العملية. عمليات استئصال الورم الليفي (سواءً كانت جراحية أو عن طريق تقنيات حديثة مثل قسطرة الرحم) تلعب دورًا محوريًّا في تحسين فرص الإنجاب. إليك أهم النقاط المتعلقة بنسب الحمل بعد الاستئصال:

    • تأثير الموقع: إذا كان الورم الليفي داخل التجويف أو قريبًا منه، فإن إزالته قد تؤدي إلى تحسن كبير في فرص الحمل لأنه سيتيح مساحة سليمة لانغراس البويضة الملقحة في بطانة الرحم.
    • تحسّن تدفق الدم: عند إزالة الورم أو تقليل حجمه، يتحسّن تدفق الدم إلى بطانة الرحم، ما يزيد من احتمال انغراس الجنين بنجاح واستمرار الحمل دون مضاعفات كبيرة.
    • تقليل خطر المضاعفات: تساعد عملية استئصال الورم على خفض احتمالات فقدان الحمل أو ظهور مشاكل أثناء الولادة.

    يُذكر أن تقنية قسطرة الرحم التي يقوم بها الدكتور سمير عبد الغفار، استشاري الأشعة التداخلية، تُعد من أكثر الخيارات العلاجية فعالية وابتكارًا في تقليل النزيف المرتبط بالأورام الليفية دون اللجوء إلى جراحة تقليدية. ويُمكن لهذه القسطرة أن تساعد في الحفاظ على الرحم، ما يُعزّز فرص الإنجاب مستقبلًا.

    شكل تليف الرحم بالسونار

    يُعتبر السونار (أو الأشعة فوق الصوتية) الوسيلة الأكثر شيوعًا لتشخيص تليف الرحم. يمكن للطبيب أن يُحدّد شكل الورم الليفي وموقعه وحجمه وامتداده داخل الرحم أو خارجه. عادةً ما تظهر ألياف الرحم على هيئة كُتل دائرية أو شبه دائرية، وتتفاوت في الحجم من بضعة مليمترات إلى عدة سنتيمترات. أبرز المظاهر التي يمكن رصدها بالسونار:

    1. الأورام الليفية تحت المخاطية: تنمو داخل بطانة الرحم ويمكنها البروز في التجويف؛ وهذه غالبًا ما تُسبب نزيفًا كثيفًا أثناء الدورة الشهرية وتزيد احتمالية تشوّه مساحة انغراس الجنين.
    2. الأورام الليفية داخل جدار الرحم: وهي الأكثر شيوعًا وتنمو في الطبقة العضلية للرحم. قد لا تسبب أي أعراض إذا كان حجمها صغيرًا، لكنها أحيانًا تضغط على الأعضاء المجاورة مثل المثانة والمستقيم.
    3. الأورام الليفية تحت المصلية: تنمو خارج جدار الرحم وقد تتصل بالرحم عبر ساق رفيع. يمكن أن تصل إلى أحجام كبيرة وتضغط على الأعضاء المحيطة في الحوض، لكن تأثيرها على الحمل قد يكون أقل مقارنةً بغيرها.

    يُساعد السونار الطبي في تتبّع نمو الورم الليفي على مر الوقت؛ فتوفّر هذه الفحوصات صورة دقيقة حول مدى تأثيره على الخصوبة أو على سير الحمل إذا كانت المرأة حاملًا بالفعل.

    شكل الورم الليفي في الرحم

    لا تتشابه الأورام الليفية مع بعضها من حيث الشكل النهائي أو حجمه، ولكنها عمومًا تُشبه كتلًا ليفية صلبة ذات نسيج متماسك في الطبقات العضلية للرحم. تتكون هذه الأورام من نسيج عضلي وألياف مرنة تنمو بشكل غير طبيعي. قد يختلف شكلها من كرويّ إلى مطاول، وتتراوح من ورم واحد إلى أورام متعددة بأحجام مختلفة داخل الرحم. في بعض الأحيان، يُلاحظ الآتي:

    • بروز داخل التجويف الرحمي: ما قد يؤدي إلى نزيف شديد أثناء الدورة الشهرية ويزيد احتمالات الإجهاض المتكرر.
    • ضغط على تجويف الرحم وتحويل مساره: يؤثر على مسار البويضة المخصبة وقدرتها على الانغراس في بطانة الرحم.
    • اورام متعدّدة في مواضع مختلفة: في هذه الحالة، قد تزداد الأعراض وتتضاعف المشكلات المتعلقة بالخصوبة والضغط على الأعضاء المجاورة.

    هذه الاختلافات في الشكل والحجم تبرر وجوب استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة وتحديد طريقة العلاج الأنسب، سواءً كان عبر التدخّل الجراحي، القسطرة، أو الأدوية الهرمونية.

    متى يكون حجم الورم الليفي خطير؟

    على الرغم من أنّ معظم الألياف الرحميّة تُعد حميدة، فإنّه في بعض الحالات يصبح حجم الورم الليفي مثيرًا للقلق. يختلف التقدير الطبي لـ”الخطورة” من امرأة إلى أخرى، بناءً على الأعراض وسرعة نمو الورم وموقعه:

    1. الأعراض الشديدة: إذا كان الورم الليفي كبيرًا بحيث يؤدي إلى نزيفٍ متكرّر وشديد أثناء الدورة الشهرية، أو يسبب ألمًا مزمنًا في منطقة الحوض والظهر، فهذا يستدعي التدخّل الطبي.
    2. ضعف الخصوبة: عندما يؤثر الورم على مسار التبويض أو يسبب انسداد قناة فالوب، مما يؤدي إلى صعوبة في حدوث الحمل أو زيادات في حالات الإجهاض.
    3. الضغط على الأعضاء المجاورة: في بعض الأحيان، قد يضغط الورم الليفي الضخم على المثانة أو المستقيم، مسببًا صعوبة في التبوّل أو الإمساك المزمن.

    يجب العلم أنّ كبر حجم الورم الليفي ليس وحده ما يُحدّد “الخطورة”، بل قد تكون بعض الأورام الصغيرة أكثر إشكالية إذا نمت في مكان حرج داخل الرحم. لذا المتابعة الطبية ضرورية للكشف المبكر عن أي مضاعفات محتملة والتصرّف في الوقت المناسب.

    هل الورم الليفي يكبر مع الحمل؟

    تلعب الهرمونات الأنثوية، وخصوصًا هرمون الإستروجين والبروجستيرون، دورًا رئيسيًا في نمو الألياف الرحمية. وخلال فترة الحمل، قد يزداد إفراز هذه الهرمونات، الأمر الذي يمكن أن يُعزّز نمو الورم الليفي. ورغم ذلك، لا يعني هذا أن كل ورم ليفي سيكبر بشكل واضح أثناء الحمل؛ ففي بعض الأحيان يتقلص الورم أو لا يتغير حجمُه كثيرًا. ومن النقاط المهمة:

    • مراقبة الورم بالسونار: يُفضل متابعة حجم الورم الليفي عند الحامل بشكل دوري للتأكد من عدم زيادة نموه بصورة قد تُهدد استقرار الحمل.
    • التغيّرات بعد الولادة: في بعض الحالات، قد ينكمش الورم الليفي بعد الولادة نتيجة عودة الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية.
    • ضرورة الاستشارة الطبية: إذا لوحظت أعراض غير عادية مثل آلام شديدة أو نزيف واضح، فقد يتطلّب الأمر تدخّلًا علاجيًا حتى أثناء الحمل، لكن ذلك يُدرس بحذر شديد لتفادي أي ضرر للجنين.

    في النهاية، الورم الليفي لا يُعد سيفًا مسلطًا على كل حمل؛ فالكثير من السيدات ينجحن في إنجاب أطفال أصحاء رغم وجود ألياف الرحم، شريطة المتابعة الطبية اللصيقة والتعامل الصحيح مع أي مضاعفات إن ظهرت.

    كيف تساعد قسطرة الرحم في علاج الأورام الليفية؟

    إن قسطرة الرحم التي يقوم بها الدكتور سمير عبد الغفار، استشاري الأشعة التداخلية، تُعدّ حلاً فعّالًا للسيطرة على الأورام الليفية وتقليل حجمها دون الحاجة إلى جراحة كبيرة. تعتمد هذه التقنية على إدخال قسطرة دقيقة عبر الشريان الفخذي حتى تصل إلى الشريان الرحمي، وتُحقن مواد صغيرة تسدّ التغذية الدموية للورم الليفي، ما يؤدي إلى انكماشه بمرور الوقت. من مزايا هذه التقنية:

    • تقليل مضاعفات الجراحة التقليدية: إذ لا يحتاج الطبيب لفتح البطن أو الرحم، مما يعني وقت شفاء أقصر وفرصة عودة سريعة للحياة الطبيعية.
    • الحفاظ على الرحم وحمايته: بعكس بعض الجراحات التي قد تتسبب في ندوب قد تُضعف الرحم، تساعد القسطرة على الحدّ من الأضرار الداخلية وتعزز فرص الحمل مستقبلاً.
    • تخفيف الألم والنزيف: يؤدي انكماش الورم إلى انخفاض كبير في النزيف الرحمي والألم المرتبط بهما.

    إذا كنتِ ترغبين في الإنجاب وتعانين من أورام ليفية، فقد يكون التوجّه لقسطرة الرحم خيارًا مناسبًا. ولكن القرار النهائي يعود للتقييم الفردي لحالتك الصحية بعد مراجعة طبية متخصصة.

    للتواصل مع عيادات د. سمير عبد الغفار

    إذا كنتِ بحاجة لمساعدة أو استشارة حول الأورام الليفية وعلاجها بقسطرة الرحم، يمكنك التواصل مباشرةً عبر الأرقام التالية:

    • لندن – المملكة المتحدة
      • رقم العيادة: 00442081442266
      • رقم الواتساب: 00447377790644
    • مصر
      • رقم حجز القاهرة: 00201000881336
      • رقم الواتساب: 00201000881336

    لا تترددي في طلب المشورة الطبية مبكرًا، فالتشخيص الصحيح والعلاج الموثوق هما مفتاح استعادة صحتكِ وزيادة فرصكِ بالإنجاب. عندما تكون المعلومات الصحيحة بين يديك، تصبحين قادرة على اتخاذ القرارات المناسبة لحياتك وصحتك الإنجابية بكل ثقة واطمئنان.

    شارك المقال:

    21

    Dec

    هل الياف الرحم تمنع الحمل

    حينما يتعلق الأمر بصحة الرحم والإنجاب، تكثر التساؤلات حول ألياف الرحم وعلاقتها بحدوث الحمل. هل الياف الرحم تمنع الحمل؟ في هذا المقال سنستكشف كل ما…

    21

    Dec

    الياف الرحم هل هي خطيرة

    الياف الرحم هل هي خطيرة؟ ربما تشعرين بالقلق حين تسمعين عبارة الأورام الليفية! لستِ وحدك، فأورام الرحم الحميدة (uterine fibroids) تنمو عادةً في جدار الرحم…

    21

    Dec

    الالياف في الرحم

    هل تعلمين أن أكثر من 50% من النساء يعانين من الالياف في الرحم في مرحلة ما من حياتهن؟ هذه النموات الحميدة التي تنشأ داخل جدار…