تشير الإحصائيات الطبية إلى أن حوالي 20-40% من النساء في سن الإنجاب قد يصبن بتليف الرحم في مرحلة ما من حياتهن. وفي حالات الفتيات والشابات، يمكن أن تكون الأعراض أكثر غموضًا أو مشابهة لمشاكل صحية أخرى، مما يصعب اكتشاف المشكلة مبكرًا.
في هذا المقال نتعرف على أعراض تليف الرحم عند البنات، بالإضافة إلى سبب حدوث الأورام الليفية في الرحم.
هل تليف الرحم يصيب البنات؟
في البداية دعنا نسأل سؤال مهم: هل التليف بالرحم يصيب الفتيات؟
والإجابة هي نعم، يمكن أن يصيب تليف الرحم الفتيات (غير المتزوجات) كما يصيب النساء المتزوجات. ورغم أن تليف الرحم (الأورام الليفية الرحمية) يظهر بشكل أكثر شيوعًا بين النساء في سن الثلاثينيات والأربعينيات، إلا أنه قد يظهر أيضًا في سن العشرينات أو حتى في سن المراهقة في بعض الحالات النادرة.
أعراض تليف الرحم عند البنات
تشير الإحصائيات إلى أن 20-40% من النساء في سن الإنجاب قد يصبن بتليف الرحم خلال حياتهن، وهو مرض يتسم بوجود أورام ليفية داخل أو خارج جدار الرحم. عادةً ما تكون الأعراض أكثر وضوحًا عند النساء الأكبر سنًا، ولكن يمكن للفتيات والشابات أيضًا أن يعانين من أعراض تليف الرحم التي تختلف من شخص لآخر.
الأعراض الشائعة لتليف الرحم عند البنات:
- نزيف حاد خلال الدورة الشهرية: يمكن أن يكون النزيف كثيفًا وغير منتظم، مع نزول كتل دموية أثناء الحيض. وقد تستمر الدورة الشهرية لفترة أطول من المعتاد، تصل إلى أسبوع أو أكثر.
- ألم في منطقة الحوض وأسفل الظهر: تشعر الفتاة بألم حاد أو مستمر في أسفل البطن أو الظهر. حيث أن الورم الليفي يمكن أن يسبب ضغطًا على الأعضاء المجاورة مثل المثانة، مما يؤدي إلى صعوبة التبول أو الإمساك.
- انتفاخ البطن: زيادة حجم الورم الرحمي يؤدي إلى انتفاخ البطن، مما يسبب إحساسًا بعدم الراحة أو الإحراج.
- اضطرابات الدورة الشهرية: تكرار الدورة بشكل غير منتظم أو تقارب فترات الحيض. وأيضا تأخير الدورة الشهرية بسبب تأثير الأورام على بطانة الرحم.
- أعراض للمتزوجات: مثل تكرار التبول نتيجة الضغط على المثانة. وصعوبة الحمل أو الإجهاض بسبب تأثير الألياف الرحمية على نمو الجنين. وألم أثناء الجماع أو ألم في عنق الرحم.
ماذا يجب أن تفعل الفتاة المصابة بأعراض تليف الرحم؟
- زيارة طبيب النساء والتأكد من تشخيص الحالة بشكل صحيح عبر السونار أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
- اتباع خطة علاج مناسبة تتضمن:
- الأدوية لتقليل الأعراض والسيطرة على النزيف.
- الجراحة في الحالات الشديدة، مثل استئصال الأورام الليفية أو حتى استئصال الرحم.
- العلاج بالتدخل الإشعاعي لتقليص حجم الورم.
علاج ألياف الرحم من خلال قسطرة الرحم
قسطرة الرحم هي إحدى العلاجات الحديثة والفعالة لعلاج ألياف الرحم (الأورام الليفية الرحمية) والتغدد الرحمي، حيث تعتبر بديلاً جراحيًا آمنًا للإجراءات التقليدية مثل استئصال الرحم أو استئصال الأورام الليفية.
ما هي قسطرة الرحم؟
- قسطرة الرحم أو العلاج بالأشعة التداخلية، هي تقنية غير جراحية تهدف إلى تقليص حجم الألياف الرحمية، وتخفيف الأعراض دون الحاجة إلى إزالة الرحم.
- تعتمد على إدخال قسطرة رقيقة من خلال الشريان الفخذي في الفخذ أو الشريان الكعبري في المعصم، وصولاً إلى الشرايين المغذية للأورام الليفية.
كيف تعمل قسطرة الرحم؟
- تحديد الشرايين المغذية: باستخدام الأشعة السينية، يتم تحديد الشرايين المغذية للألياف الرحمية.
- إغلاق الشرايين المغذية: يتم حقن جزيئات صغيرة (تسمى حبيبات طبية) من خلال القسطرة، وهذه الجزيئات تعمل على إغلاق الشرايين التي تغذي الأورام الليفية.
- نقص الإمداد الدموي: مع نقص تدفق الدم إلى الأورام الليفية، تبدأ الألياف في الانكماش تدريجيًا، مما يؤدي إلى تخفيف الأعراض المرتبطة بها.
فوائد قسطرة الرحم لعلاج ألياف الرحم:
- غير جراحية: لا تتطلب فتح جراحي كبير مثل استئصال الرحم أو استئصال الأورام الليفية.
- أقل ألمًا: الألم الناتج عن العملية أقل بكثير من العمليات الجراحية التقليدية.
- فترة تعافي أقصر: فترة التعافي عادة تكون أسبوعًا واحدًا أو أقل.
- الحفاظ على الرحم: العلاج بالقسطرة يساعد في الحفاظ على الرحم وسلامته.
- معدل نجاح مرتفع: نسبة نجاح قسطرة الرحم في علاج الأورام الليفية تتجاوز 90%.
مخاطر قسطرة الرحم:
- العدوى: مثل أي إجراء طبي، هناك خطر العدوى، ولكنها نادرة.
- آلام الحوض المؤقتة: يمكن أن تشعر المريضة ببعض آلام الحوض بعد الإجراء، لكنها مؤقتة.
- الحساسية: بعض النساء قد يعانين من رد فعل تحسسي للمواد المستخدمة في الإجراء.
قسطرة الرحم تمثل ثورة في علاج اورام الرحم الليفية، حيث تتيح تخفيف الأعراض بشكل فعال مع الحفاظ على الرحم. التشخيص المبكر واستشارة طبيب مختص في الأشعة التداخلية هما الخطوتان الرئيسيتان لضمان العلاج الأمثل بأقل مخاطر وأسرع فترة تعافي. إذا كنتِ تعانين من اعراض ألياف الرحم، فإن قسطرة الرحم قد تكون الخيار المثالي لتحسين جودة حياتك بشكل آمن وفعال.
اعرفي الفرق بين تليف الرحم والورم الليفي الآن
الأسئلة الشائعة
هل الليف في الرحم يسبب وجع رأس؟
الأورام الليفية عادةً لا تُسبب وجع رأس بشكل مباشر، ولكن فقد الدم الناتج عن النزيف الحاد خلال الدورة الشهرية يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم، مما يسبب أعراضًا مثل الصداع، الإرهاق، والدوخة. إذا كنتِ تعانين من هذه الأعراض مع النزيف الحاد، فعليكِ زيارة الطبيب لتحديد السبب وإيجاد العلاج المناسب.
كيف أعرف أنني مصابة بتليف الرحم؟
إذا كنتِ تعانين من أعراض مثل نزيف حاد خلال الدورة الشهرية أو آلام حادة في الحوض وأسفل البطن، فهناك احتمال أنكِ قد تكونين مصابة بتليف الرحم. للتأكد، يفضل تشخيص الحالة عبر زيارة طبيب النساء الذي سيقوم بإجراء الفحوصات التالية:
- فحص الحوض السريري: قد يكتشف الطبيب تضخمًا في الرحم أو تغيرات أخرى في الحجم أو الشكل، مما قد يشير إلى وجود أورام ليفية.
- السونار (الموجات فوق الصوتية): يعتبر أفضل طريقة لتحديد الأورام الليفية وحجمها وموقعها داخل تجويف الرحم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يقدم صورة أكثر تفصيلًا عن الأورام وحجمها وعلاقتها بالأنسجة المحيطة.
- تنظير الرحم: يُستخدم لفحص التجويف الرحمي مباشرة والكشف عن الأورام الليفية داخل التجويف.
من أين يأتي تليف الرحم؟
تليف الرحم ينشأ نتيجة نمو غير طبيعي في خلايا عضلات الرحم، مما يؤدي إلى أورام ليفية بأحجام وأشكال مختلفة. هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة:
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي من الأورام الليفية يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة.
- التغيرات الهرمونية: هرمونات الأستروجين والبروجستيرون، التي تزداد خلال سن الإنجاب، تعتبر من أسباب تحفيز نمو الألياف.
- عوامل أخرى:
- السمنة: النساء اللواتي يعانين من السمنة لديهن نسبة أعلى من الإصابة.
- نمط الحياة: قلة النشاط البدني والنظام الغذائي غير الصحي.
- أمراض أخرى: مثل تكيس المبايض، والأمراض المتعلقة بالرحم.
تليف الرحم هو حالة شائعة تصيب النساء في سن الإنجاب، وتختلف أعراضه من امرأة لأخرى. تشخيص الحالة بشكل مبكر هو المفتاح لتفادي المضاعفات وتحسين جودة الحياة. والعلاج يعتمد على حجم الأورام، موقعها، والأعراض. إذا ظهرت لديكِ أي أعراض، فلا تترددي في زيارة الطبيب لفحص الحالة واتخاذ الخطوات المناسبة للعلاج. الراحة، واتباع نمط حياة صحي يمكن أن يساعد في تقليل احتمالية الإصابة بـ تليف الرحم.