الأورام الليفية في الرحم قد تكون مرهقة، خاصة عندما تكون الخيارات المطروحة أمام المرأة محدودة بالجراحة أو الاستئصال. لكن هل الأشعة التداخلية هي الحل الأفضل فعلًا؟ وهل هناك عيوب يجب معرفتها؟ إليكِ كل ما تحتاجي معرفته عن عيوب الأشعة التداخلية للرحم.

ما هي الأشعة التداخلية للرحم؟
الأشعة التداخلية هي تقنية طبية دقيقة تُستخدم لعلاج الأورام الليفية الرحمية بدون الحاجة إلى فتح جراحي. يقوم الطبيب بإجراء قسطرة للأوعية الدموية المغذية للورم عن طريق أنبوب رفيع يُدخل من شريان الفخذ، ويُحقن عبره مواد تعمل على إغلاق الشرايين التي تغذي الأورام، مما يؤدي إلى ضمورها مع الوقت. تُعرف هذه التقنية باسم Uterine Fibroid Embolization (UFE) أو قسطرة الرحم.
لماذا يُفضل الكثيرون الأشعة التداخلية؟
قبل الحديث عن العيوب، من المهم توضيح أن قسطرة الرحم أصبحت خيارًا علاجيًا شائعًا بسبب:
- عدم الحاجة إلى جراحة مفتوحة أو استئصال كامل للرحم.
- إمكانية الاحتفاظ بالرحم لدى النساء الراغبات في الحمل مستقبلًا.
- نسبة نجاح عالية حسب الدراسات الحديثة.
- تجنب مضاعفات التخدير العام.
- تقليل فترة البقاء في المستشفى.
عيوب الأشعة التداخلية للرحم: حقائق لا بد من معرفتها
رغم فعالية الأشعة التداخلية، إلا أن هناك بعض العيوب أو الآثار الجانبية بعد قسطرة الرحم التي ينبغي مناقشتها بشفافية مع الطبيب المختص:
1. الألم بعد القسطرة
بعد إجراء قسطرة الرحم، قد تشعر بعض النساء بآلام تشبه آلام الدورة الشهرية أو تقلصات شديدة في الحوض، خاصة في أول 24–48 ساعة بعد العملية. يتم التعامل مع هذه الآلام بمسكنات مناسبة تُصرف تحت إشراف الطبيب.
2. ظهور أعراض ما بعد الانصمام (Post-Embolization Syndrome)
وهي حالة شائعة تشمل أعراضًا مثل:
- غثيان أو قيء
- الشعور بالإجهاد العام
- ألم في البطن أو الظهر
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة
عادة ما تستمر هذه الأعراض لبضعة أيام، وتُعتبر جزءًا من استجابة الجسم الطبيعية للعلاج.
3. خطر العدوى
رغم أن احتمالية الإصابة بعدوى نادرة جدًا (أقل من 1%)، لكنها واردة. في بعض الحالات القليلة، قد تكون هناك حاجة لتناول مضادات حيوية، أو إجراء تدخل طبي إضافي.
4. التأثير على الخصوبة
يُعتبر هذا الجانب من أكثر النقاط حساسية، خاصةً لدى النساء الراغبات في الحمل. بعض الدراسات تشير إلى أن نسبة الحمل بعد القسطرة قد تكون أقل مقارنة بالنساء اللاتي يخضعن لجراحة إزالة الورم الليفي فقط. ومع ذلك، لا يعني هذا فقدان القدرة على الإنجاب.
5. إمكانية عدم استجابة بعض الحالات
ليست كل أورام الرحم الليفية تستجيب بالشكل نفسه. بعض الحالات قد تحتاج إلى إعادة العلاج أو اللجوء للجراحة لاحقًا، خاصةً إذا كانت الأورام كبيرة جدًا أو منتشرة داخل جدار الرحم بشكل غير منتظم.
ومع ذلك، تُعتبر الأشعة التداخلية من أكثر الطرق آمنة وفعالة لعلاج الأورام الليفية مقارنة بالجراحة المفتوحة، وقد أظهرت الدراسات أن نسبة النجاح تصل إلى أكثر من 90% في تحسين الأعراض وتقليص حجم الورم.
مقارنة بين قسطرة الرحم والاستئصال الجراحي
الجانب | قسطرة الرحم (UFE) | استئصال الرحم الجراحي |
---|---|---|
نوع الإجراء | تدخل محدود بدون فتح | جراحة مفتوحة أو بالمنظار |
التخدير | موضعي فقط | غالبًا تخدير عام |
المدة في المستشفى | يوم أو أقل | 3–5 أيام غالبًا |
وقت التعافي | من 7–10 أيام | حتى 6 أسابيع |
الاحتفاظ بالرحم | نعم | لا (في حالة الاستئصال الكامل) |
المخاطر | منخفضة | أعلى نسبيًا |
متى تكون قسطرة الرحم خيارًا مناسبًا؟
قسطرة الرحم خيار فعّال في الحالات التالية:
- في حال رفض أو وجود خطر من الجراحة.
- في حالات النزيف الرحمي المرتبط بزيادة حجم الأورام.
- عند وجود أورام ليفية حميدة تسبب نزيفًا أو آلامًا مزمنة.
- عندما ترغب المريضة في تجنب الاستئصال الكامل للرحم.
ما الحالات التي لا تُناسب القسطرة التداخلية؟
رغم أمان الإجراء، إلا أنه قد لا يكون مناسبًا في بعض الحالات مثل:
- الحمل.
- الأورام الرحمية الخبيثة.
- اضطرابات حادة في تجلط الدم.
- وجود التهابات أو عدوى نشطة في الحوض.
ماذا تقول الدراسات عن فعالية الأشعة التداخلية للرحم؟
أثبتت عدة دراسات أن الأشعة التداخلية تحقق نسب نجاح عالية، قد تصل إلى 90% في تقليل حجم الأورام وتحسين الأعراض خلال 6 أشهر من الإجراء. كما أن نسبة المضاعفات الكبرى تعتبر منخفضة جدًا مقارنة بالجراحة التقليدية.
هل يجب أن أقلق من عيوب الأشعة التداخلية للرحم؟
الجواب البسيط: لا.
إذا تم تقييم حالتك بشكل جيد من قبل أخصائي الأشعة التداخلية، وتم استبعاد أي موانع للإجراء، فإن قسطرة الرحم تُعد خيارًا آمنًا وفعالًا، مع نسبة مضاعفات قليلة وقابلة للإدارة.
كم من الوقت تستغرق الأشعة التداخلية للرحم؟
- يتم إجراء الأشعة التداخلية في يوم واحد فقط، وغالبًا ما لا تتجاوز مدتها 60 إلى 90 دقيقة.
- يُستخدم تخدير موضعي فقط، دون الحاجة إلى تخدير عام، ما يقلل من المخاطر الطبية خاصة للنساء اللاتي يعانين من أمراض مزمنة.
- بعد العملية، يُنقل المريض إلى غرفة المراقبة لمدة بضع ساعات فقط.
- في معظم الحالات تخرج المريضة من المستشفى في نفس اليوم أو صباح اليوم التالي.
مرور الوقت بعد الأشعة يكون مصحوبًا بتحسن تدريجي في الأعراض مثل النزيف والضغط في منطقة الحوض، وتظهر نتائج فعالية العلاج خلال 3 إلى 6 أشهر من العملية.
هل الأشعة التداخلية هي الخزعة؟
لا، الأشعة التداخلية ليست خزعة.
هما إجراءان مختلفان تمامًا من حيث الغرض والطريقة:
الإجراء | الأشعة التداخلية (قسطرة الرحم) | الخزعة |
---|---|---|
الهدف | علاج الأورام الليفية بتقنية انسداد الشريان المغذي للورم. | تشخيص وجود خلايا سرطانية أو تغيرات نسيجية. |
الوسيلة | حقن جسيمات دقيقة عبر الشريان باستخدام الأشعة الموجهة. | أخذ عينة صغيرة من نسيج الرحم أو الورم. |
التخدير | موضعي فقط. | قد يكون موضعيًا أو عامًا حسب نوع الخزعة. |
الوقت | حوالي 60–90 دقيقة. | أقل من 30 دقيقة. |
النتائج | علاجية – تؤدي إلى تقليص الورم وتحسين الأعراض. | تشخيصية فقط – لا تعالج الحالة. |
لذا تُعتبر الأشعة التداخلية وسيلة علاجية، بينما الخزعة وسيلة تشخيصية تُستخدم ضمن فحوصات طب النساء أو الأمراض السرطانية.
الأسئلة الشائعة حول الأشعة التداخلية لعلاج أورام الرحم
هل تُسبب الأشعة التداخلية تأخرًا في الحمل؟
قد تؤثر على تدفق الدم إلى بطانة الرحم مؤقتًا، مما يؤثر على الخصوبة في بعض الحالات، لكن العديد من النساء حملن بعد العلاج بنجاح.
هل تحتاج القسطرة إلى تخدير عام؟
لا، يتم الإجراء غالبًا تحت تخدير موضعي فقط.
ما هي مدة البقاء في المستشفى؟
يوم واحد كحد أقصى، ويمكن الخروج في نفس اليوم في بعض الحالات.
هل هناك خطر من عودة الأورام؟
في حالات نادرة جدًا، قد يعود الورم للنمو، لكن بشكل عام، تقل احتمالية العودة مقارنة بعدم العلاج.
هل الأشعة التداخلية بديل آمن وفعّال لاستئصال الرحم؟
الأشعة التداخلية – وتحديدًا قسطرة الرحم – تُعتبر واحدة من أهم بدائل الجراحة التقليدية لعلاج الأورام الليفية. صحيح أن لها بعض العيوب مثل أي إجراء طبي، لكنها في المقابل توفر وسيلة علاجية آمنة، دقيقة، وموجهة بشكل خاص لحماية الرحم وتقليل فترة التعافي، مما يجعلها خيارًا يستحق التقييم الجاد.
💬 هل تحتاجين تقييمًا دقيقًا لحالتك؟
احجزي استشارتك مع د. سمير عبد الغفار – استشاري الأشعة التداخلية وابدئي طريق العلاج بأقل تدخل ممكن وبأعلى درجات الأمان.