إذا كنتِ قد سمعتِ عن الأورام الليفية من قبل، فمن المحتمل أنكِ تتساءلين عن حجم الورم الليفي الطبيعي وما إذا كان يشكل خطرًا على صحتكِ. هذه الأورام الحميدة شائعة جدًا بين النساء، لكنها تختلف في الحجم، الشكل، والموقع داخل الرحم. بعضها صغير جدًا، بحجم حبة البازلاء، بينما قد ينمو البعض الآخر ليصل إلى حجم البطيخ. فمتى يصبح الورم الليفي خطيرًا؟ وما العوامل التي تؤثر على حجمه؟ هذا ما سنناقشه بالتفصيل.

ما هو حجم الورم الليفي الطبيعي في الرحم؟
تختلف أحجام الأورام الليفية لدى النساء بشكل كبير، وقد تبدأ أحيانًا بحجم صغير جدًا لا يتجاوز بضعة ملليمترات. وفي بعض الحالات، قد ينمو الورم الليفي ليصل إلى شكل كبير أشبه بكتلة في البطن. لكن “حجم الورم الليفي الطبيعي” عادةً ما يُطلَق على الأورام الليفية التي لا تتسبب في أعراضٍ مزعجة أو تؤثر بشكل مباشر على الأعضاء المحيطة بالرحم.
وفقًا لعددٍ من الدراسات الطبية، قد يظل الورم الليفي بحجمٍ صغير لفترة طويلة دون أن يسبب أي أعراض، وقد لا تتم ملاحظته إلا عن طريق الفحص الروتيني أو الموجات الصوتية. وفي حال كان الورم تحت السيطرة ولم يتضخم لدرجة تؤدي إلى نزيف حاد أو ألمٍ قوي، غالبًا ما يُعتبر حجمه طبيعيًا بالنسبة للحالة العامة للجسم.
من جهة أخرى، قد يتم تشخيص بعض الحالات بالصدفة عندما يُرى الورم بالعين المجردة أثناء فحصٍ روتيني أو خلال متابعة الحمل. وفي هذه الحالات، قد يُقدَّر “حجم الورم الليفي” ببضعة سنتيمترات، تمامًا مثل “حجم حبة البازلاء” أو أكبر قليلًا، دون أن يتسبب ذلك في مشكلة كبيرة أو حاجة فورية إلى إزالة الأورام الليفية.
هل الورم الليفي دائمًا خطير؟
بالرغم من إمكانية وصول بعض الأورام الليفية إلى أحجامٍ كبيرة قد تبلغ عدة سنتمترات أو أكثر، فإن أغلبها يُصنف كأورامٍ حميدة وليست خبيثة. ونسبة تحول الورم الليفي إلى ورم سرطاني قليلة للغاية، وعادةً لا تتجاوز 1%. لذا فمجرّد وجود ورم ليفي بحجمٍ متوسط أو حتى كبير ليس بالضرورة مؤشرًا على إصابةٍ خطيرة، ولكن لابد من استشارة الطبيب للتأكد من سلامة الحالة.
كيف يمكن التعامل مع الورم الليفي؟
يعتمد العلاج على حجم الورم الليفي، وعدد الأورام الموجودة، والأعراض التي تعاني منها المرأة. إذا كان الورم صغيرًا ولم يتسبب في مشكلات صحية، فقد يوصي الطبيب بمجرد المتابعة الدورية. أمّا إذا كان حجمه كبيرًا أو يؤثر في جودة حياة المريضة، فهناك عدة طرق للعلاج، منها:
- العلاج الدوائي: يهدف إلى تقليل الهرمونات المسؤولة عن نمو الورم.
- إزالة الأورام الليفية جراحيًا: قد يُستخدم المنظار أو الجراحة التقليدية، حسب موقع الورم وحالته.
- العلاج بالأشعة التداخلية: وهو أحد أساليب الحداثة في علاج الأورام الليفية ويُستخدم فيه القسطرة التداخلية، مثل ما يقدمه دكتور سمير عبد الغفار استشاري الأشعة التداخلية.
- استئصال الرحم: في الحالات النادرة جدًا والتي يكون فيها الورم منتشرًا أو حجمه ضخمًا للغاية ولا يستجيب لأي علاجٍ آخر.
على ماذا يتغذى الورم الليفي؟
عادةً ما تنمو الأورام الليفية في الرحم (وخاصةً الأورام الليفية الصغيرة) مستفيدةً من تدفق الدم الغني بالهرمونات والعناصر الغذائية إلى الرحم. فالهرمونات الأنثوية، خصوصًا الإستروجين والبروجستيرون، تساهم في زيادة احتمال نمو الورم الليفي. لذلك قد تلاحظ بعض السيدات أن حجم الورم الليفي يزداد خلال فترات الحمل أو في حالات ارتفاع مستويات الهرمونات.
أنواع الأورام الليفية في الرحم
تتنوع الأورام الليفية حسب موقعها في الرحم وحجمه، وقد يختلف شكل كبير للأورام الليفية عن الصغير تبعًا لمكان نشوئها. إليك أبرز الأنواع:
- الأورام الليفية داخل الجدار العضلي للرحم: وهي الأكثر شيوعًا، حيث تنمو داخل جدار الرحم العضلي.
- الأورام الليفية تحت المخاطية: توجد داخل بطانة الرحم وقد تؤثر على الخصوبة أو تسبب نزيفًا شديدًا.
- اورام ليفية عنقية: تظهر في عنق الرحم، وهي نادرة لكنها قد تؤدي إلى مشاكل في الولادة الطبيعية.
- الاورام الليفية تحت المصلية: تنمو خارج جدار الرحم، وقد تضغط على الأعضاء المجاورة مثل المثانة أو الأمعاء.
الأسئلة الشائعة حول حجم الورم الليفي
1. كم حجم الورم الليفي الخطير في الرحم؟
يختلف تعريف “الخطير” باختلاف الحجم والأعراض وموقعه داخل الرحم. فقد يظهر بورم صغيرًا جدًا، ثم يكبر ليصل طول بضعة بوصة أو أكثر، ليصبح كتلة تشبه كرة وتؤثر على الولادة الطبيعية أو تسبب نزيف.
بشكل عام، إذا بلغ الورم حوالي 7 أو 8 سم في قطره، فقد يعتبره الأطباء خطيرًا لأنّه قد يؤثر على الأعضاء المجاورة ويزيد احتمالية الإصابة بمشكلات أخرى، وإن كان نادرًا ما يتحول إلى ورم سرطاني.
2. هل ورم ليفي بحجم 5 سم خطير؟
في أغلب الحالات، ورم ليفي بحجم 5 سم ليس بالضرورة “خطيرًا”. لكن الوقت وأعراض الضغط أو الألم قد يحددان الحاجة إلى تدخل طبي. فمن المحتمل أن يتسبب ورم بهذا الحجم في التأثير على الحوض إذا ازداد وزنه أو بدأ يكبر بسرعة. لذا ينصح الأطباء بمتابعة الورم بفحص الموجات فوق الصوتية واستشارة طبيب مختص لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى استئصال أو علاجات أخرى.
3. كيف أعرف أن الورم الليفي كبر؟
قد تلاحظ المرأة زيادة في حجم البطن أو ظهور كتلة يمكن مشاهدة انتفاخها بالعين في بعض الحالات. كما قد تشعر بآلام في أسفل الظهر أو الحوض، أو تزداد أعراض الدورة الشهرية كثافةً مع نزيف أو ضغط على المثانة.
وتبدأ الأورام الصغيرة (مثل احجام تصل إلى بضعة ملليمترات) في التوسع لتصل إلى أحجام كبيرة قد تلامس حدود الرحم الخارجي. الفحص الدوري هو طريق التشخيص الأدق لمعرفة ما إذا كان الورم الليفي قد يكبر.
4. هل الورم الليفي الحميد يكبر؟
نعم، حتى الورم الليفي الحميد قد يكبر مع بمرور الوقت، خصوصًا إذا توفّرت له تغذية دموية جيدة أو أثّر خلل هرموني على سرعة نموه.
هذا لا يعني بالضرورة تحوّله إلى ورم سرطاني أو تأثره بعوامل مثل فيروس الحليمي البشري، لكنه قد يتطور ويصبح أكبر في الحجم. إنّ متابعة الورم وتقييمه دوريًا يساعدان في الحفاظ على صحة السيدات ومنع أي مضاعفات محتملة تؤثر على الإنجاب أو الرحمية الأخرى
وأخيرا، حجم الورم الليفي الطبيعي يختلف من امرأة لأخرى، وقد يكون صغيرًا جدًا بحيث لا يسبب أي أعراض، أو قد ينمو ليصل إلى حجم كبير يسبب مشكلات صحية. لا يعتمد تقييم خطورته على الحجم فقط، بل أيضًا على مكانه داخل الرحم، ومدى تأثيره على الصحة العامة.
إذا كنتِ تعانين من أعراض مزعجة، فلا تترددي في استشارة الطبيب لمعرفة أفضل الخيارات العلاجية.
تذكري دائمًا أن الاكتشاف المبكر هو المفتاح للحفاظ على صحتكِ!