عندما تكتشفين أنكِ حامل، قد تكون السعادة والقلق مشاعر متلازمة، ولكن ماذا لو أخبركِ الطبيب بوجود الأورام الليفية الرحمية؟ هل تزداد خطر الإصابة بالمضاعفات؟ هل يمكن أن يؤثر الورم الليفي على حدوث الحمل أو تطوره؟ في هذا المقال، سنتناول كل ما تحتاجين لمعرفته عن الأورام الليفية أثناء الحمل، تأثيرها، أعراضها، وكيفية التعامل معها لضمان حمل سليم.

ما هو تأثير الأورام الليفية أثناء الحمل؟
الأورام الليفية الرحمية هي أورام شائعة غير سرطانية تتكون من نسيج عضلي ليفي داخل الرحم. في معظم الحالات، لا تمنع هذه الأورام حدوث الحمل، ولكنها قد تؤثر على مساره في بعض الأحيان.
- قد تؤدي إلى الضغط على المشيمة، مما يعيق تدفق الدم إلى الجنين.
- في حالات قليلة، قد تؤدي إلى مضاعفات مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة.
- قد تسبب ألمًا شديدًا خاصة مع تتضخم الورم خلال الحمل بسبب زيادة تدفق الدم.
- إذا كان الورم داخل تجويف الرحم، فقد يؤثر على إجراء الولادة، مما يستدعي التدخل القيصري.
أعراض الحمل مع وجود ورم ليفي
قد تمر بعض النساء بالحمل دون أي مشاكل، لكن في حالات أخرى، قد تظهر أعراض مثل:
- زيادة خطر الإصابة بالنزيف أثناء الحمل أو بعد الولادة.
- ألم شديد في منطقة الرحم بسبب نمو الورم وضغطه على الأعضاء المحيطة.
- فقد الجنين في حالات نادرة عندما يكون الورم كبيرًا جدًا ويؤثر على التجويف الرحمي.
- تسبب الأورام الليفية أحيانًا اضطرابات في انغراس المشيمة، مما قد يؤدي إلى مشاكل في المشيمة مثل المشيمة المنزاحة.
على ماذا يتغذى الورم الليفي؟
تحتاج الأورام الليفية إلى الدم والمغذيات لتنمو، وهذا ما يجعل الحمل محفزًا أحيانًا لنموها، حيث يزداد تدفق الدم في الرحم. تعتمد الأورام الليفية في تغذيتها على:
- الإستروجين والبروجسترون، وهما الهرمونان الرئيسيان في فترة الحمل.
- زيادة تدفق الدم في الرحم، ما قد يؤدي إلى تضخم الورم الليفي.
- بعض العوامل الوراثية والبيئية قد تلعب دورًا في سرعة نمو الورم.
بالسونار: الورم الليفي في الرحم والحمل
يعد السونار (الموجات فوق الصوتية) الوسيلة الأساسية لتشخيص الأورام الليفية الرحمية أثناء الحمل، حيث يساعد في:
- تحديد حجم الورم ومكانه بدقة.
- معرفة مدى تأثير الورم على المشيمة والجنين.
- تقييم الحاجة إلى متابعة دورية أو تدخل طبي أثناء الحمل.
إذا أظهر السونار أن الورم الليفي كبير جدًا أو قريب من عنق الرحم، فقد يوصي الطبيب بمتابعة دقيقة أو حتى إجراء الولادة القيصرية لتجنب المخاطر.
متى يكون حجم الورم الليفي خطيرًا؟
لا يعتبر كل ورم ليفي خطيرًا، ولكن هناك بعض الحالات التي تستدعي الانتباه:
- إذا زاد حجم الورم بشكل ملحوظ خلال فترة قصيرة.
- إذا كان الورم داخل تجويف الرحم، مما قد يؤثر على نمو الجنين.
- إذا تسبب الورم في نزيف مفرط قد يؤدي إلى فقد الدم بكميات كبيرة.
- في حال حدوث الضغط الشديد على الأعضاء المجاورة مثل المثانة أو الأمعاء.
هل الورم الليفي يكبر مع الحمل؟
غالبًا ما تزداد حجم الأورام الليفية أثناء الحمل بسبب التغيرات الهرمونية، ولكن في بعض الحالات، قد تتقلص بعد الولادة. يعتمد نمو الورم الليفي على عدة عوامل، منها:
- وجود أوعية دموية قوية تغذي الورم أثناء الحمل.
- زيادة الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجسترون.
- في بعض الحالات، قد يتوقف نمو الورم بعد الثلاثة أشهر الأولى من الحمل.
👈 ملحوظة: بعد الولادة، يمكن أن يبدأ الورم الليفي في الانكماش تدريجيًا مع تراجع الهرمونات.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن إزالة الورم الليفي أثناء الحمل؟
إجراء إزالة الأورام الليفية الرحمية أثناء الحمل ليس شائعًا، حيث أن خطر الإصابة بالمضاعفات مثل النزيف وفقدان الجنين يكون مرتفعًا. عادةً، يتم تأجيل الجراحة إلى ما بعد الولادة، إلا في حالات نادرة حيث يسبب الورم الليفي مشكلات شديدة مثل النزيف الحاد أو الضغط على المشيمة.
هل يؤثر الورم الليفي على الولادة؟
الأورام الليفية قد تسبب مشاكل أثناء الولادة، خاصة إذا كانت كبيرة الحجم أو قريبة من عنق الرحم، مما قد يمنع خروج الجنين بشكل طبيعي. في هذه الحالة، قد يوصي الطبيب بإجراء ولادة قيصرية. غالبًا، كلما زاد حجم الورم الليفي، يزيد احتمال الحاجة إلى التدخل الجراحي أثناء الولادة.
الورم الليفي في الثدي هل يكبر مع الحمل؟
الأورام الليفية في الثدي قد تتضخم أثناء الحمل بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة تدفق الدم، لكنها عادةً ليست سرطانية ولا تشكل خطر على صحة الأم أو الجنين. ومع ذلك، يفضل متابعة أي تغييرات في الحجم أو الشكل واستشارة الطبيب عند الحاجة.
هل الورم الليفي يختفي بعد الولادة؟
بعد الولادة، قد ينكمش الورم الليفي تدريجيًا بسبب انخفاض مستويات الهرمونات، لكن وجود بعض الأورام قد يستمر لفترة طويلة. في حالات قليلة، قد تختفي الأورام الليفية الرحمية تلقائيًا، بينما في حالات أخرى، قد يكون العلاج ضروريًا إذا استمرت الأعراض أو تزداد حجمًا بمرور الوقت.
وأخيرا، الأورام الليفية أورام شائعة وغير سرطانية، لكنها قد تؤثر على الحمل في بعض الحالات. من المهم المتابعة المستمرة مع الطبيب، وإجراء السونار الدوري، ومراقبة أي أعراض غير طبيعية مثل النزيف أو الألم الشديد. على الرغم من أن بعض الحالات قد تتطلب إجراء الولادة القيصرية، إلا أن معظم النساء يمكنهن إكمال حملهن بأمان وإنجاب طفل سليم.